كشفت وزارة الآثار المصرية، اليوم الجمعة النقاب عن بعض الاكتشافات الأثرية بمنطقة واللاهون بمحافظة الفيوم، والمتمثلة فى 21 مقبرة تاريخية يرجع تاريخها لعصور مختلفة.
والاكتشافات عبارة عن مقابر صخرية منحوتة بالكامل داخل ربوات صخرية مرتفعة عن سطح الأرض ذات طرز معمارية مختلفة، منها ما هو بئرية عبارة عن بئر منحوت بالصخر ويؤدى إلى صالة أو صالتين، وكانت توضع بها توابيت، وأخرى عبارة عن درج سلم منحوت فى الصخر ويوؤدى إلى صالة بها فتحات للدفن وشاعت فى العصر البطلمى.
ضمت الاكتشافات، افتتاح هرم اللاهون الخاص بالملك سنوسرت الثاني، لأول مرة منذ اكتشافه بمحافظة الفيوم، بعد الانتهاء من أعمال ترميمه.
هرم اللاهون هو أضخم بناء من الطوب اللبن، ويبلغ ارتفاعه 48 م وطول قاعدته 106 م، ويتميز بأن نواته الداخلية كلها عبارة عن كتلة من الصخر الطبيعى بارتفاع 12 م وأقيم فوق هذة الربوة الهرم نفسه من الطوب اللبن ثم تم كساء البناء الخارجى بالحجر الجيرى
وبحسب تصريحات خالد العناني وزير الآثار، تمت أعمال ترميم الهرم بواسطة قطاع المشروعات بالوزارة، وشملت رفع الرديم الموجود داخل الممرات وحجرة الدفن، ووضع سلم في البئر الرئيسي به، وشبكة للاضاءة، كما تم تقوية وتدعيم لبعض حجراته، بالإضافة إلى إعادة تركيب الأحجار المتساقطة بالصالة والممر السابقين لغرفة الدفن، وإعادة الكساء الحجري على ما كان عليه من قبل، وترميم بعض البلاطات الحجرية بالأرضية والتي كانت في غير موضعها، بالإضافة لوضع لوحات ارشادية جديدة.
وبدوره كشف الدكتور مصطفى وزيري، أمين عام المجلس الأعلى للآثار، خلال مؤتمر صحفي اليوم عن عدد من الحفائر التي تم العثور عليها خلال تطوير وترميم منطقة هرم اللاهون، والتي سيتم وضعها بالمتاحف في القاهرة، وهي عبارة عن مجموعة من المومياوات عليها طبقات كارتوناج وتوابيت خشبية وأواني فخارية، ومجموعة من التماثيل المختلفة، بالإضافة لمجموعة من تماثيل الأوشابتي، مؤكدا أن هذه الآثار سيتم وضعها بمتحف الحضارة.
وأشار وزيري إلى أن مقبرة هرم اللاهون، هي نموذج فريد للمقابر الصخرية الموجودة في المنطقة وهي خالية تمامًا من النقوش ذات سقف شبه مقبي، وصالة طولية و ثلاثة مقاصير مستطيلة الشكل.
وأشار إلى أن المقبرة كانت شبة ممتلئه بالرديم الذي تم رفع كميات كبيرة منه حيث عثر بداخله علي كسرات من الفخار وأجزاء من توابيت خشبية وبقايا كرتوناچ ترجع إلى مختلف العصور.
وخلال أعمال الحفائر أتضح أن هذه المقبرة أعيد استخدامها في عصور لاحقه – وفقا لحديث أمين المجلس الأعلى للآثار- الذى أشار إلى أنه تم العثور بداخلها على عدد من أوجه توابيت خشبية متنوعة لرجال ونساء وأطفال منها من هو في حالة سيئة من الصنع والآخر على درجة عالية من الدقة في إظهار ملامح الوجة، و بعضها ملون، واصفا تلك الأوجه بانها قطع فنية تبرز دقة وحرفية فن النحت عند المصري القديم.
وكشفت البعثة أيضا عن تمثال خشبى، وبعض التمائم من الفيانس الأزرق لمعبودات مختلفة، ومجموعة من الأواني الفخارية المختلفة الأشكال والأحجام، وكسرات من العظام الآدمية المتهالكة، وأجزاء من خشب التوابيت، وبقايا عدد اثنين كرتوناج عليها صور لمعبودات مختلفة وبعض الكتابات الهيروغليفية.
كما كشفت عن صندوق خشبي به مجموعة كاملة من تماثيل الأوشابتى المصنوعة من الطين.
وأشار إلى أنه بعد رفع الرديم من الفناء الأمامي للمقبرة، عثرت البعثة على اجزاء من الكرتوناج عليها صور لمعبودات بألوان زاهية، وفردة حذاء لطفلة مصنوع من جلد الماعز، وقطعة من الفيانس عليها خرطوش للملك اوسركون الأول من الأسرة 22.
ولا يقع مدخل الهرم في الناحية الشمالية كما هو معتاد في الأهرامات بل لجأ المهندس الذى صممه إلى أسلوب جديد يخفي من خلاله الممر المؤدي إلى حجرة الدفن وذلك بحفر بئرين عمودين خارج الهرم نفسه من الجنوب الشرقى أسفل احد المقابر".
وأضاف أنه يرجح أن يكون مهندس الهرم قد لجأ إلى هذه الحيلة كمحاولة لتضليل اللصوص وعدم تمكينهم من الوصول لحجرة الدفن، وعلى الرغم من ذلك تم سرقة محتويات حجرة الدفن.